الصداقة
الصداقة | شجون الروح | مدونة شجون الروح |
الصداقة عنوان المحبّة في القلوب، وهي أرقى العلاقات الإنسانيّة وأنبلها؛ لأنها تكون مبنية على الحب والمودّة والفرح، وتمدّ جسرًا من الأمل كي تُعبر المحبة عليها، كما أنّ الصداقة هي العبير الذي يفوح من الورود لينشر العطر في الأرجاء، وهي التي تجعل الحياة أكثر احتمالًا، وتخفف من وطأة الألم، وتزيد من التفاؤل، بشرط أن تكون صداقة حقيقية ليس فيها أي مصالح أو أهداف خارج إطار الصداقة، ولهذا فإنّ من أجمل متع الحياة أن يكون للشخص أصدقاء يُشاركونه اهتماماته وأفراحه وأحزانه، ويمنحونه القوة في أوقات الضعف، ويُساندونه في حياته، ويكونون له مثل الأخوة في كلّ مراحل عمره. قيلت في الصداقة آلافٌ من الكلمات والحكم والعبارات، لكن الكلمات لا تستطيع أن تصف روعتها، ولا تستطيع أن توفيها حقها، فالصداقة أعظم من أن تكون محصورة في جملة قصيرة، وأجمل من أن يتم الحديث عنها بوصفها علاقة عابرة، لأن الصداقة من المفترض أن تدوم طول العمر، وحتى بعد الموت فإنّ الصديق الحقيقي لا ينسى صديقه، وإنما يظلّ يذكره بالخير ويدعو له، ويظلّ متصلًا بأهله وعائلته وكل ما يخصه، وهذا هو المعنى الحقيقي للصداقة، والهدف الأساسي منها. الصديق الحقيقيّ يكون صادقًا، ويُجسد معنى الصداقة في أبهى الصور، فلا يكذب صديقه أبدًا ولا يخدعه، ويقوده إلى فعل الخيرات في كلّ وقت، ويُرشده إلى الخير ويبعده عن الشر، كما أن الصداقة الحقيقية تكون برعاية الله تعالى؛ لأنّ الأصدقاء الحقيقيين الذين تكون محبتهم في الله تعالى يجتمعون في ظل الله يوم القيامة، وخير مثالٍ على الصداقة الحقيقية هي صداقة الرسول -عليه الصلاة والسلام- بصاحبه أبي بكرٍ الصديق، الذي لم يتخلى عنه أبدًا طوال بعثته، وصدّقه في كلّ ما قال، ورافقه في هجرته من مكة إلى المدينة المنورة، وكان مستعدًا للتضحية بنفسه من أجله، فهذه هي الصداقة الحقيقية التي يجب أن يعتنقها الجميع ويُحاولوا أن يتخذوها قدوة، أما الصداقة العابرة فليس لها أي مكانٍ في القلوب النقية، لأنها زائلة وتميل بحسب الظروف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق